Stai leggendo un tafsir per il gruppo di versi 55:62 a 55:63
وَمِنْ
دُوْنِهِمَا
جَنَّتٰنِ
۟ۚ
فَبِاَیِّ
اٰلَآءِ
رَبِّكُمَا
تُكَذِّبٰنِ
۟ۙ
3
ثم واصلت السورة حتى نهايتها ، حديثها عن النعم التى منحها - سبحانه - لمن خاف مقام ربه ، فقال - تعالى - : ( وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ . . . ) .قوله - سبحانه - : ( وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ ) معطوف على قوله - تعالى - قبل ذلك : ( وَلِمَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ جَنَّتَانِ ) ولفظ دون هنا يحتمل أنه بمعنى غير ، أى : ولمن خاف مقام ربه جنتان ، وله - أيضا - جنتان أخريان غيرهما ، فهو من باب قوله - سبحانه - ( لِّلَّذِينَ أَحْسَنُواْ الحسنى وَزِيَادَةٌ ) قالوا : ويشهد لهذا الاحتمال . أن الله - تعالى - قد وصفت هاتين الجنتين بما يقارب وصفه للجنتين السابقتين ، وأن تكرير هذه الأوصاف من باب الحض على العمل الصالح الذى يوصل الى الظفر بتلك الجنات ، وما اشتملت عليه من خيرات .ويحتمل أن لفظ ( دُونِ ) هنا : بمعنى أقل ، أى : وأقل نم تلك الجنتين فى المنزلة والقدر ، جنتان أخريان .وعلى هذا المعنى سار جمهور المفسرين ، ومن المفسرين الذين ساروا على هذالرأى افمام ابن كثير ، فقد قال - رحمه الله - هاتان الجنتان دون اللتين قبلهما فى المرتبة والفضيلة والمنزلة ، بنص القرآن ، فقد قال - تعالى - : ( وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ ) .فالأوليان للمقربين ، والأخريان : لأصحاب اليمين .والدليل على شرف الأولين على الأخرين وجوه :أحدها : أنه نعت الأوليين قبل هاتين ، والتقديم يدل على الاعتناء ، ثم قال : ( وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ ) وهذا ظاهر فى شرف المتقدم ، وعلوه على الثانى .وقال هناك ( ذَوَاتَآ أَفْنَانٍ ) وهى الأغصان ، أو الفنون فى الملاذ : وقال ها هنا ( مُدْهَآمَّتَانِ ) أى : سوداوان من شدة الرى من الماء .وقال الإمام القرطبى : فإن قيل : كيف لم يذكر أهل هاتين الجنتين ، كما ذكر أهل الجنتين الأوليين؟قيل : الجنان الأربع لمن خاف مقام ربه . إلا أن الخائفين مراتب ، فالجنتان الأوليان لأعلى العباد منزلة فى الخوف من الله - تعالى - ، والجنتان الأخريان لمن قصرت حاله فى الخوف من الله - تعالى - .وقال الآلوسى : قوله - تعالى - : ( وَمِن دُونِهِمَا جَنَّتَانِ ) مبتدأ وخبر أى : ومن دون تينك الجنتين فى المنزلة والقدر جنتان أخريان والأكثرون على أن الأوليين للسابقين ، وهاتين لأصحاب اليمين .