قَالُوْا
جَزَآؤُهٗ
مَنْ
وُّجِدَ
فِیْ
رَحْلِهٖ
فَهُوَ
جَزَآؤُهٗ ؕ
كَذٰلِكَ
نَجْزِی
الظّٰلِمِیْنَ
۟
3
فرد عليهم إخوة يوسف ببيان حكم هذا السارق فى شريعتهم بقولهم : ( قَالُواْ جَزَآؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كذلك نَجْزِي الظالمين ) .والمراد بالجزاء : العقاب الذى يعاقب به السارق فى شريعتهم ، والضمير فى قوله ( جزاءه ) يعود إلى السارق .أى : قال إخوة يوسف : جزاء السارق الذى يوجد صواع المكل فى رحله ومتاعه أن يسترق لمدة سنة ، هذا هو جزاؤه فى شريعتنا .قال الشوكانى ما ملخصه : وقوله : ( جزاؤه ) مبتدأ ، وقوله ( مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ ) خبر المبتدأ .والتقدير : جزاء السرقة للصواع أخذ من وجد فى رحله - أى استرقاقه لمدة سنة - وتكون جملة ( فَهُوَ جَزَاؤُهُ ) لتأكيد الجملة الأولى وتقريرها . قال الزجاج وقوله ( فَهُوَ جَزَاؤُهُ ) زيادة فى البيان . " أى : جزاؤه أخذ السارق فهو جزاؤه لا غيره " .وقالوا ( جَزَآؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ ) ولم يقولوا جزاء السارق أو جزاء سرقته ، للإِشارة إلى كمال نزاهتهم ، وبراءة ساحتهم من السرقة ، حتى لكأن ألسنتهم لا تطاوعهم بأن ينطقو بها فى هذا المقام .وقوله : ( كذلك نَجْزِي الظالمين ) مؤكد لما قبله ، أى مثل هذا الجزاء العادل ، وهو الاسترقاق لمدة سنة ، نجازى الظالمين الذين يعتدون على أموال غيرهم .