وَاَصْبَحَ
الَّذِیْنَ
تَمَنَّوْا
مَكَانَهٗ
بِالْاَمْسِ
یَقُوْلُوْنَ
وَیْكَاَنَّ
اللّٰهَ
یَبْسُطُ
الرِّزْقَ
لِمَنْ
یَّشَآءُ
مِنْ
عِبَادِهٖ
وَیَقْدِرُ ۚ
لَوْلَاۤ
اَنْ
مَّنَّ
اللّٰهُ
عَلَیْنَا
لَخَسَفَ
بِنَا ؕ
وَیْكَاَنَّهٗ
لَا
یُفْلِحُ
الْكٰفِرُوْنَ
۟۠
قوله تعالى : وأصبح الذين تمنوا مكانه بالأمس أي صاروا يتندمون على ذلك التمني و يقولون ويكأن الله ( وي ) حرف تندم . قال النحاس : أحسن ما قيل في هذا قول الخليل وسيبويه ويونس والكسائي أن القوم تنبهوا أو نبهوا ; فقالوا ( وي ) والمتندم من العرب يقول في خلال تندمه : وي . قال الجوهري : ( وي ) كلمة تعجب ، ويقال : ويك ووي لعبد الله . وقد تدخل ( وي ) على ( كأن ) المخففة والمشددة ، تقول : ويكأن الله . قال الخليل : هي مفصولة ; تقول : ( وي ) ثم تبتدئ فتقول : ( كأن ) . قال الثعلبي : وقال الفراء هي كلمة تقرير ; كقولك : أما ترى إلى صنع الله وإحسانه ; وذكر أن أعرابية قالت لزوجها : أين ابنك ويك ؟ فقال : وي كأنه وراء البيت ; أي أما ترينه وقال ابن عباس والحسن : ( ويك ) كلمة ابتداء وتحقيق تقديره : إن الله يبسط الرزق وقيل : هو تنبيه بمنزلة ( ألا ) في قولك : ألا تفعل ، و ( أما ) في قولك : أما بعد . قال الشاعر :سالتاني الطلاق إذ رأتاني قل مالي قد جئتماني بنكر وي كأن من يكن له نشب يحبب ومن يفتقر يعش عيش ضروقال قطرب : إنما هو ( ويلك ) وأسقطت لامه وضمت الكاف التي هي للخطاب إلى ( وي ) قال عنترة :ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها قيل الفوارس ويك عنتر أقدم[ ص: 293 ] وأنكره النحاس وغيره ، وقالوا : إن المعنى لا يصح عليه ; لأن القوم لم يخاطبوا أحدا فيقولوا له : ويك ، ولو كان كذلك لكان ( إنه ) بالكسر . وأيضا فإن حذف اللام من ( ويلك ) لا يجوز . وقال بعضهم : التقدير : ويلك اعلم أنه ; فأضمر ( اعلم ) ابن الأعرابي : ( ويكأن الله ) أي اعلم . وقيل : معناه ألم تر أن الله . وقال القتبي : معناه رحمة لك ، بلغة حمير وقال الكسائي : ( وي ) فيه معنى التعجب ويروى عنه أيضا الوقف على ( وي ) وقال : كلمة تفجع . ومن قال : ( ويك ) فوقف على الكاف فمعناه : أعجب لأن الله يبسط الرزق وأعجب لأنه لا يفلح الكافرون . وينبغي أن تكون الكاف حرف خطاب لا اسما ; لأن ( وي ) ليست مما يضاف وإنما كتبت متصلة ; لأنها لما كثر استعمالها جعلت مع ما بعدها كشيء واحد . لولا أن من الله علينا بالإيمان والرحمة وعصمنا من مثل ما كان عليه قارون من البغي والبطر لخسف بنا وقرأ الأعمش : ( لولا من الله علينا ) . وقرأ حفص : لخسف بنا مسمى الفاعل الباقون : على ما لم يسم فاعله وهو اختيار أبي عبيد وفي حرف عبد الله ( لانخسف بنا ) كما تقول انطلق بنا . وكذلك قرأ الأعمش وطلحة بن مصرف . واختار قراءة الجماعة أبو حاتم لوجهين : أحدهما قوله : فخسفنا به وبداره الأرض والثاني قوله : لولا أن من الله علينا فهو بأن يضاف إلى الله تعالى لقرب اسمه منه أولى ويكأنه لا يفلح الكافرون عند الله .