رَبَّنَا
وَاَدْخِلْهُمْ
جَنّٰتِ
عَدْنِ
لَّتِیْ
وَعَدْتَّهُمْ
وَمَنْ
صَلَحَ
مِنْ
اٰبَآىِٕهِمْ
وَاَزْوَاجِهِمْ
وَذُرِّیّٰتِهِمْ ؕ
اِنَّكَ
اَنْتَ
الْعَزِیْزُ
الْحَكِیْمُ
۟ۙ
٣

( ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم ) أي : اجمع بينهم وبينهم ، لتقر بذلك أعينهم بالاجتماع في منازل متجاورة ، كما قال [ تعالى ] ( والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء ) [ الطور : 21 ] أي : ساوينا بين الكل في المنزلة ، لتقر أعينهم ، وما نقصنا العالي حتى يساوي الداني ، بل رفعنا الناقص في العمل ، فساويناه بكثير العمل ، تفضلا منا ومنة .

قال سعيد بن جبير : إن المؤمن إذا دخل الجنة سأل عن أبيه وابنه وأخيه ، وأين هم ؟ فيقال : إنهم لم يبلغوا طبقتك في العمل فيقول : إني إنما عملت لي ولهم . فيلحقون به في الدرجة ، ثم تلا سعيد بن جبير هذه الآية : ( ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ومن صلح من آبائهم وأزواجهم وذرياتهم إنك أنت العزيز الحكيم ) .

قال مطرف بن عبد الله بن الشخير : أنصح عباد الله للمؤمنين الملائكة ، ثم تلا هذه الآية : ( ربنا وأدخلهم جنات عدن التي وعدتهم ) وأغش عباد الله للمؤمنين الشياطين .

وقوله : ( إنك أنت العزيز الحكيم ) أي : الذي لا يمانع ولا يغالب ، وما شاء كان وما لم يشأ لم يكن ، الحكيم في أقوالك وأفعالك ، من شرعك وقدرك