یَعْلَمُ
خَآىِٕنَةَ
الْاَعْیُنِ
وَمَا
تُخْفِی
الصُّدُوْرُ
۟
٣
ثم أكد - سبحانه - شمول علمه لكل شئ فقال : ( يَعْلَمُ خَآئِنَةَ الأعين وَمَا تُخْفِي الصدور ) .والمراد بخائنة الأعين : النظرة الخائنة التى يتسلل بها المتسلل ليطلع على ما حرم الله الاطلاع عليه .والجملة خبر لمبتدأ محذوف . والإِضافة فى قوله ( خَآئِنَةَ الأعين ) على معنى من ، وخائنة : نعت لمصدر محذوف .أى : هو - سبحانه - يعلم النظرة الخائنة من الأعين ، وهى التى يوجهها صاحبها فى تسلل وخفية إلى محارم الله - تعالى - كما يعلم - سبحانه - الأشياء التى يخفيها الناس فى صدورهم ، وسيجازيهم على ذلك فى هذا اليوم بما يستحقون .قال القرطبى : " ولما جئ بعبد الله بن أبى سرح إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدما اطمأن أهل مكة ، وطلب له الأمان عثمان بن عفان ، صمت رسول الله صلى الله عليه وسلم طويلا ، ثم قال : " نعم " .فلما انصرف قال صلى الله عليه وسلم لمن حوله : " ما صمت إلا ليقوم إليه بعضكم فيضرب عنقه " .فقال رجل من الأنصار : فهلا أو مأت إلى يا رسول الله؟ فقال : " إن النبى لا تكون له خائنة أعين " .