ذٰلِكُمْ
بِاَنَّهٗۤ
اِذَا
دُعِیَ
اللّٰهُ
وَحْدَهٗ
كَفَرْتُمْ ۚ
وَاِنْ
یُّشْرَكْ
بِهٖ
تُؤْمِنُوْا ؕ
فَالْحُكْمُ
لِلّٰهِ
الْعَلِیِّ
الْكَبِیْرِ
۟
٣
ثم بين - سبحانه - أن تذللهم هذا لن يجديهم ، وأن ما هم فيه من عذاب سببه إعراضهم عن دعوة الحق فى الدنيا ، فقال : ( ذَلِكُم بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ الله وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِن يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُواْ فالحكم للَّهِ العلي الكبير ) .أى : ذلكم الذى نزل بكم من عذاب سببه ، أنكم كنتم فى الدنيا إذا عبد الله - تعالى - وحده ، وطلب منكم ذلك كفرتم به - عز وجل - ، وإن يشرك به غيره من الأصنام أو غيرها آمنتم ، وما دام هذا حالكم فى الدنيا ، فأخسأوا فى النار ولا تؤملوا فى الخروج منها ، بحال من الأحوال ، فالحكم لله وحده دون غيره ، وهو سبحانه الذى حكم عليكم بما حكم . .وهو - سبحانه - ( العلي ) أى : المتعالى عن أن يكون له مماثل فى ذاته أو صفاته ( الكبير ) أى : العظيم الذى هو أعظم وأكبر من أن يكون له شريك أو صاحبة أو ولد .وجمع - سبحانه - لذاته بين هذين الوصفين للدلالة على كبريائه وعظمته .