اَلَا
یَظُنُّ
اُولٰٓىِٕكَ
اَنَّهُمْ
مَّبْعُوْثُوْنَ
۟ۙ
3
ثم أتبع - سبحانه - هذا التهديد للمطففين . بما يجعل الناس يتعجبون من أحوالهم ، فقال - تعالى - .( أَلا يَظُنُّ أولئك أَنَّهُمْ مَّبْعُوثُونَ . لِيَوْمٍ عَظِيمٍ . يَوْمَ يَقُومُ الناس لِرَبِّ العالمين ) .والهمزة للاستفهام التعجيبى من أحوالهم ، والجملة مستأنفة مسوقة لتفظيع ما فعلوه من بخس الناس أشياءهم . وأدخلت همزة الاستفهام على " لا " النافية لزيادة التوبيخ والإِنكار ، حتى لكأن سوء عاقبة التطفيف لا تخطر لهم على بال .والظن هنا مستعمل فى معناه الحقيقى ، وهو اعتقاد الشئ اعتقادا راجحا .وقال - سبحانه - : ( أَلا يَظُنُّ أولئك . . ) ولم يقل : ألا يظنون ، لقصد تمييزهم والتشهير بهم ، زيادة فى ذمهم ، وفى تقبيح أفعالهم .أى : أبلغت الجرأة بهؤلاء المطففين ، أنهم صاروا من بلادة الحس ، ومن فقدان الشعور ، لا يخشون الحساب يوم القيامة ، ولا يخافون العذاب الشديد الذى سينزل بهم ، يوم يقوم الناس من قبورهم استجابة لأمر رب العالمين ، حيث يتلقون جزاءه العادل ، وحكمه النافذ .ووصف - سبحانه - اليوم بالعظم . باعتبار عظم ما يقع فيه من أهوال .وقوله : ( يَوْمَ يَقُومُ الناس لِرَبِّ العالمين ) بدل مما قبله . واللام فى قوله ( لرب ) للتعليل . أى : يقومون لأجل ربوبيته - تعالى - وتلقى حكمه الذى لا يستطيعون الفرار منه . وفى هذا الوصف ما فيه استحضار جلاله - وعظمته - سبحانه - .قال القرطبى : وفى هذا الإِنكار والتعجيب ، وكلمة الظن .