بِئْسَمَا
اشْتَرَوْا
بِهٖۤ
اَنْفُسَهُمْ
اَنْ
یَّكْفُرُوْا
بِمَاۤ
اَنْزَلَ
اللّٰهُ
بَغْیًا
اَنْ
یُّنَزِّلَ
اللّٰهُ
مِنْ
فَضْلِهٖ
عَلٰی
مَنْ
یَّشَآءُ
مِنْ
عِبَادِهٖ ۚ
فَبَآءُوْ
بِغَضَبٍ
عَلٰی
غَضَبٍ ؕ
وَلِلْكٰفِرِیْنَ
عَذَابٌ
مُّهِیْنٌ
۟
3

{بئسما اشتروا به أنفسهم} بئس ونعم: فعلان ماضيان وضعا للمدح والذم، لا يتصرفان تصرف الأفعال، معناه: بئس الذي اختاروا لأنفسهم حين استبدلوا الباطل بالحق.

وقيل: الاشتراء هاهنا بمعنى البيع والمعنى بئس ما باعوا به حظ أنفسهم أي حين اختاروا الكفر (وبذلوا أنفسهم للنار).

{أن يكفروا بما أنزل الله} يعني القرآن.

{بغياً} أي حسداً، وأصل البغي: الفساد، ويقال بغى الجرح إذا فسد، والبغي: الظلم، وأصله الطلب، والباغي طالب الظلم

والحاسد يظلم المحسود جهده، طلباً لإزالة نعمة الله تعالى عنه.

{أن ينزل الله من فضله} أي النبوة والكتاب.

قرأ أهل مكة والبصرة ينزل بالتخفيف إلا ( في سبحان الذي ) في موضعين {وننزل من القرآن} [93-الإسراء] و{حتى تنزل} [93-الإسراء] فإن ابن كثير يشددهما، وشدد البصريون في الأنعام {على أن ينزل آية} [37-الأنعام] زاد يعقوب تشديد (بما ينزل) في النحل ووافق حمزة والكسائي في تخفيف (وينزل الغيث) في سورة لقمان وحم وعسق، والآخرون يشددون الكل، ولم يختلفوا في تشديد {وما ننزله إلا بقدر} في الحجر.

{على من يشاء من عباده} محمد صلى الله عليه وسلم.

{وباءوا بغضب} أي رجعوا بغضب.

{على غضب} قال ابن عباس ومجاهد: "الغضب الأول بتضييعهم التوراة وتبديلهم، والثاني بكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن"، وقال قتادة: "الأول بكفرهم بعيسى والإنجيل، والثاني بكفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم والقرآن"، وقال السدي: "الأول بعبادة العجل والثاني بالكفر بمحمد صلى الله عليه وسلم".

{وللكافرين} الجاحدين بنبوة محمد صلى الله عليه وسلم من الناس كلهم.

{عذاب مهين} مخز يهانون فيه.