اَوَلَمْ
یَكْفِهِمْ
اَنَّاۤ
اَنْزَلْنَا
عَلَیْكَ
الْكِتٰبَ
یُتْلٰی
عَلَیْهِمْ ؕ
اِنَّ
فِیْ
ذٰلِكَ
لَرَحْمَةً
وَّذِكْرٰی
لِقَوْمٍ
یُّؤْمِنُوْنَ
۟۠
3
وقوله - سبحانه - : ( أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّآ أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الكتاب يتلى عَلَيْهِمْ . . . ) كلام مستأنف من جهته - تعالى - لتوبيخهم على جهالاتهم ، والاستفهام للإِنكار ، والواو للعطف على مقدر .والمعنى : أقالوا ما قالوا من باطل وجهل ، ولم يكفهم أنا أنزلنا عليك هذا الكتاب الناطق بالحق ، يتلى على مسامعهم صباح ومساء ، ويديهم إلى ما فيه سعادتهم ، لو تدبروه وآمنوا به ، واتبعوا أوامره ونواهيه؟والتعبير بقوله - سبحانه - : ( يتلى عَلَيْهِمْ ) ، يشير إلى أن هذه التلاوة متجددة عليهم ، وغير منقطعة عنهم ، وكان فى إمكانهم أن ينتفعوا بها لو كانوا يعقلون .ولذا ختم - سبحانه - الآية الكريمة بقوله : ( إِنَّ فِي ذلك لَرَحْمَةً وذكرى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) .أى : إن فى ذلك الكتاب الذى أنزلناه عليك - أيها الرسول الكريم - ، والذى تتلوه عليهم صباح مساء ، لرحمة عظيمة ، وذكرى نافعة ، لقوم يؤمنون بالحق ، ويفتحون عقولهم للرشد ، لا للتعنت والجحود والعناد .