خَلَقَ
اللّٰهُ
السَّمٰوٰتِ
وَالْاَرْضَ
بِالْحَقِّ ؕ
اِنَّ
فِیْ
ذٰلِكَ
لَاٰیَةً
لِّلْمُؤْمِنِیْنَ
۟۠
ثم ذكر - سبحانه - ما يدل على عظيم قدرته ، وأمر نبيه صلى الله عليه وسلم بالإِكثار من تلاوة القرآن الكريم ، ومن الصلاة ، فقال - تعالى - : ( خَلَقَ الله . . . يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ) .أى : خلق الله - تعالى - السموات والأرض بالحق الذى لا باطل معه ، وبالحكمة التى لا يشوبها عبث أو لهو ، حتى يكون هذا الخلق متفقاً مع مصالح عبادنا ومنافعهم . .ومن مظاهر ذلك ، أنك لا ترى - أيها العاقل - فى خلق الرحمن من تفاوت أو تصادم ، أو اضطراب .واسم الإِشارة فى قوله - تعالى - : ( إِنَّ فِي ذلك لآيَةً لِّلْمُؤْمِنِينَ ) يعود إلى خلق السماوات والأرض ، وما اشتملنا عليه من بدائع وعجائب .أى : إن فى ذلك الذى خلقناه بقدرتنا ، من سماوات مرتفعة بغير عمد ، ومن أرض مفروشة بنظام بديع ، ومن عجائب لا يحصيها العد فى هذا الكون ، إن فى كل ذلك لآية بينة ، وعلامة واضحة ، على قدرة الله - عز وجل - .وخص المؤمنين بالذكر ، لأنهم هم المتدبرون فى هذه الآيات والدلائل ، وهم المنتفعون بها فى التعرف على وحدانية الله وقدرته ، وعلى حسن عبادته وطاعته .