لَا
یَسْبِقُوْنَهٗ
بِالْقَوْلِ
وَهُمْ
بِاَمْرِهٖ
یَعْمَلُوْنَ
۟
3
وقوله : ( لاَ يَسْبِقُونَهُ بالقول ) أى : لا يتكلمون إلا بما يأمرهم به ، ولا يقولون شيئا بدون إذنه ، كما هو شأن العبيد الطائعين لسيدهم .وأصل الكلام : لا يسبق قولهم قوله - عز وجل - إلا أنه - سبحانه - أنسد السبق إليهم ، تنزيلا لسبق قولهم لقوله ، منزلة سبقهم إياه ، للإشعار بمزيد طاعتهم وتنزيههم عن كل قول بغير إذنه - تعالى - .وقوله : ( وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ ) بيان لتبعيتهم له - تعالى - فى الأعمال إثر بيان تبعيتهم له - سبحانه - فى الأقوال .أى : وهم بأمره وحده يعملون لا بأمر أحد سواه ، ولا بأمر أنفسهم ، كما قال - تعالى - فى آية أخرى : ( ياأيها الذين آمَنُواْ قوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا الناس والحجارة عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَّ يَعْصُونَ الله مَآ أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ).