لَقَدْ
كَانَ
فِیْ
قَصَصِهِمْ
عِبْرَةٌ
لِّاُولِی
الْاَلْبَابِ ؕ
مَا
كَانَ
حَدِیْثًا
یُّفْتَرٰی
وَلٰكِنْ
تَصْدِیْقَ
الَّذِیْ
بَیْنَ
یَدَیْهِ
وَتَفْصِیْلَ
كُلِّ
شَیْءٍ
وَّهُدًی
وَّرَحْمَةً
لِّقَوْمٍ
یُّؤْمِنُوْنَ
۟۠
3
ثم ختم - سبحانه - هذه السورة الكريمة بقوله : ( لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي الألباب ) أى : لقد كان فى قصص أولئك الأنبياء الكرام وما جرى لهم من أقوامهم ، عبرة وعظة لأصحاب العقول السليمة ، والأفكار القويمة ، بسبب ما اشتمل عليه هذا القصص من حكم وأحكام ، وآداب وهدايات .و ( مَا كَانَ ) هذا المقصوص فى كتاب الله - تعالى - ( حَدِيثاً يفترى ) أى يختلق .( ولكن ) كان ( تَصْدِيقَ الذي بَيْنَ يَدَيْهِ ) من الكتب السابقة عليه ، كالتوراة والإِنجيل والزبور ، فهو المهيمن على هذه الكتب ، والمؤيد لما فيها من أخبار صحيحة ، والمبين لما وقع فيها من تحريف وتغيير ، والحاكم عليها بالنسخ أو بالتقرير .( وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ ) أى : وكان فى هذا الكتاب - أيضاً - تفصيل وتوضيح كل شئ من الشرائع المجملة التى تحتاج إلى ذلك .( وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) أى : وكان هداية تامة ، ورحمة شاملة ، لقوم يؤمنون به ، ويعملون بما فيه من أمر ونهى ، وينتفعون بما اشتمل عليه من وجوه العبر والعظات .وبعد : فهذا تفسير لسورة يوسف - عليه السلام - تلك السورة الزاخرة بالحكم والأحكام ، وبالآداب والأخلاق ، وبالمحاورات والمجادلات ، وبأحوال النفوس البشرية فى حبها وبغضها ، وعسرها ويسرها ، وخيرها وشرها . وعطائها ومنعها وسرها وعلانيتها ، ورضاها وغضبها ، وحزنها وسرورها .